أجمع عدد من ممثلى القطاع السياحى، على أن خطة وزارة السياحة والآثار لوضع آليات لتنفيذ برامج سياحية متكاملة تستهدف من خلالها جذب السائحين من الأسواق البعيدة، ومن بينها اليابان وأستراليا، عبر إعداد باقات موحدة تجمع بين القاهرة والدوحة، وتضم عددًا من الوجهات السياحية فى البلدين، فى ضوء الاستفادة مما تتمتع به قطر من شبكة طيران تغطى معظم تلك الأسواق الواعدة، تُعد خطوة جيدة وتصب فى صالح القطاع.
وأضافوا أن تلك الأسواق واعدة ومعدلات الإنفاق لدى سائحيها مرتفعة، مشيرين إلى أن هذه الخطوة ستساهم فى جذب المزيد من الحركة السياحية لمصر.
وكان شريف فتحى وزير السياحة والآثار، قد اتفق مع نظيره القطرى سعد بن على بن سعد الخرجى، على تبادل الزيارات المهنية بين مسئولى السياحة فى البلدين وممثلى القطاع الخاص السياحى، للقيام بجولات مهنية بالوجهات السياحية المختلفة فى مصر وقطر خلال الفترة القليلة المقبلة، وذلك لعمل مسودة لبرنامج سياحى واحد متكامل بينهما للأسواق البعيدة، على أن تبدأ هذه الزيارات بوفد من مسئولى Visit Qatar وQatar Holidays إلى مصر.
وفى هذا السياق، قال إيهاب عبد العال، أمين صندوق الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن الشركات الوطنية والقطاع الخاص لا يصل لتلك النقاط البعيدة، وبالتالى عمل برنامج سياحى مشترك سيساهم فى زيادة حجم الحركة الوافدة من تلك الأسواق وخاصة من اليابان وأمريكا اللاتينية.
وأضاف عبد العال فى تصريحات لـ”المال”، أن البرنامج المشترك سيتضمن استقطاب السائحين من الأسواق البعيدة عبر شبكة خطوط طيران قطر وسيقضى السائح ليلة واحدة هناك على سبيل المثال، على أن تكون الاستفادة الأكبر من نصيب المقصد المصرى.
ومن جانبه، قال خيرى محمد على، رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة بأسوان، إن هذه الخطوة تصب فى صالح القطاع وتعود بالفائدة على المقصد السياحى المصرى.

وأكد أن هذا النوع من البرامج المشتركة يخدم قطاع السياحة الثقافية، مشيرًا إلى أن الطيران الترانزيت يساهم فى زيادة حجم التدفق السياحى لمصر.
وأشار إلى أهمية السياحة اليابانية بالنسبة للأقصر وأسوان، لافتًا إلى أن هناك توافدًا حاليًا من مختلف الجنسيات مثل الأمريكيين، واليابانيين، والفرنسيين والإيطاليين وغيرهم إلى مدن السياحة الثقافية.
ولفت إلى أن الحركة السياحية الوافدة إلى أسوان كانت قد شهدت تراجعًا خلال شهرى مايو ويونيو الماضيين، ولكن الأعداد بدأت الارتفاع فى الفترة الحالية.
وتوقع أن يشهد شهر سبتمبر المقبل زيادة فى عدد رحلات الطيران القادمة من إسبانيا، والتى يصل منها حاليًا طائرة واحدة فى الأسبوع، ومن المقرر أن تصل إلى طائرتين أو أكثر فى الفترة القادمة.
ونوه بأنه من المقرر أن تبدأ الحركة السياحية الارتفاع بدءًا من شهر سبتمبر المقبل، خاصة من الأوروبيين مثل الإنجليز، والفرنسيين، والإسبان، والألمان، مؤكدًا أن كل هذه الجنسيات تبدأ عطلتها بعد منتصف أغسطس.
وذكر أنه خلال الموسم الحالى 2024 - 2025، شهدت الأقصر وأسوان توافدًا من كافة الجنسيات تقريبًا، من كوريا، اليابان، الصين، إسبانيا، وروسيا، موضحًا أن الروس غالبًا ما يزورون الغردقة وشرم الشيخ ولا يتجهون كثيرًا إلى صعيد مصر، ولكن يأتى منهم سائحون أفراد.
وأكد أن الحجوزات للموسم الشتوى المقبل مبشرة، متوقعًا أن تشهد زيادة مقارنة بالعام الماضى، معربًا عن أمله فى تحقيق أرقام أفضل خلال موسم 2025 - 2026 مقارنة بالموسم الحالى.
وفى سياق متصل، قال هشام إدريس، رئيس شركة الوادى للسياحة وعضو جمعية السياحة الثقافية، إن هذه خطوة جيدة، مشيرًا إلى أن نفس الفكرة طُرحت من قبل مع وزيرة السياحة البحرينية، من خلال عمل باقات موحدة تستغل الرحلات الجوية إلى الدول البعيدة فى برامج مشتركة.

واقترح عقد لقاءات مشتركة بين شركات السياحة فى كل بلد وعمل ورش عمل بينهم وتنفيذ برامج مترابطة وتسويق مشترك، متوقعًا أن تساهم تلك البرامج المشتركة فى تعزيز التدفق السياحى.
يُذكر أن شريف فتحى، وزير السياحة والآثار، عقد لقاءً مؤخرًا مع سعد بن على الخرجى، رئيس هيئة قطر للسياحة، خلال زيارته الرسمية إلى مصر؛ بهدف دفع وتعزيز أطر التعاون المشترك بين البلدين، خاصة فى مجالات السياحة والاستثمار السياحى، مع مناقشة فرص إطلاق مبادرات وبرامج نوعية تعود بالنفع على القطاع فى البلدين خلال الفترة المقبلة.
وتناول اللقاء مناقشة سبل تنفيذ حملات تسويقية وترويجية مشتركة، والمشاركة المتبادلة فى المعارض والمهرجانات السياحية فى البلدين، بالإضافة إلى بحث فرص تعزيز الاستثمارات القطرية فى قطاع السياحة المصرى.
كما تم بحث سبل التعاون المشترك فى مجال التدريب وبناء القدرات، مع التركيز على آليات تبادل الخبرات فى قطاعى الضيافة والفندقة.
وكانت مصر استقبلت خلال النصف الأول من العام الجارى نحو 8.7 مليون سائح بزيادة قدرها %22 مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضى، وفقًا لتصريحات وزير السياحة والآثار.
وأضاف الوزير أن متوسط الإنفاق السياحى فى النصف الأول من العام الحالى يصل إلى 94 دولارًا فى الليلة، وهو ما انعكس إيجابيًا على الحصيلة الدولارية للقطاع.
وكشف تقرير صادر عن البنك المركزى المصرى، منذ عدة أيام، عن ارتفاع إيرادات السياحة بنسبة %15.4 خلال أول 9 أشهر من العام المالى الماضى (2025/2024) لتسجل 12.5 مليار دولار، مقابل 10.9 مليار دولار خلال العام السابق عليه.
وأضاف البنك المركزى فى تقرير ميزان المدفوعات أن عدد الليالى السياحية ارتفع إلى نحو 134.3 مليون ليلة مقابل 116.4 مليون ليلة.
ونوه الوزير بأن الوزارة تستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2030 أو 2031، إلا أن الهدف لا يتوقف عند هذا الحد، إذ يجب أن تطمح مصر إلى استقبال 50 أو حتى 70 مليون سائح سنويًا، لأن مقوماتها تؤهلها لذلك.
وتأمل الحكومة المصرية فى نمو أعداد السائحين إلى 18 مليونًا بنهاية العام الجارى، حسبما ذكر مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء فى يناير الماضى.
عبدالعال: خطوة جيدة لتعزيز الحركة الوافدة للمقصد المصرى
إدريس: لا بد من إطلاق ورش عمل وتسويق البرامج
خيرى على: يصب فى صالح الصناعة.. وزيادة مرتقبة فى رحلات الطيران الإسبانية للأقصر وأسوان
